[size=2]لقدسبق وأن تطرقت إلى هذا الموضوع لأهميته ،ولكن لم أتلق الردود الكافيةوالشافية ولهذا ارتأيت أن أعيده مرة أخرىعلني أجد من يشاركني في مناقشتهومعالجته.إننا ندرك أن الطفل المفرط في الحركة يشكل مشكلا كبيرا بالنسبةلأسرته التي تجد صعوبة في تربيته وضبط سلوكه ،خاصة وأن هذا النوع منالأطفال يرفضهم المجتمع وكذا المدرسة التي ترى فيهم عنصرا مشوشا علىالتلاميذ، مع نقص في التركيز والإنضباط ، فيصبحون عرضة للضياع والتهميش،فيضيع بذلك مستقبل هذه الشريحة علما أن الدولة لم توفر لهم مراكز خاصةتخفف بها العبء الكبير الذي تتحمله الأسرة هذه الأخيرة تسد في وجهها كلالسبل فلا تجد سبيلا إلا البيت الذي يصبح سجنا حقيقيا للطفل ولأسرته التيتضطر إلى الإنعزال عن الناس حتى الأقربين منهم لتفادي إزعاجهم علما أنالكثير من الناس لا يرغبون فيهم لم يحدثونه من فوضى وحركة تقلق راحتهم.فهؤلاء الأطفال يؤثرون بحركيتهم الزائدة على الجو الأسري، فيسود القلقوالعصبية، وكثير من النساء طلقن بسب طفلهن الحركي أو المعاق ذهنيا ،فماذنب هؤلاء النساء سوى أنهن أجبن هؤلاء الأطفال؟ ولكن مشيئة الله ويجب أننخضع للقدر إن كن مؤمنين حقا.وحتى نتعرف أكثر عن هذه الإعاقة، أعرفكمبالنشاطية الزائدة وما المقصود بها؟ إن النشاط الحركي الزائد ما هو إلاخلل في وظيفة الجهاز العصبي المركزي عند الطفل،مما ينتج عنه اضطراباتعصبية ونفسية يكون لها تأثير كبيرعلى سلوكه ومستوى تعليمه.وقد كان ينظرإلى هذه الحركة الزائدة بأنها خلل خلقي في الطفل، وكان التعامل معهابأسالب علاجيةقديمة لمسميات مثل العصبية والنهيج العصبي والمنومات والهزةوالرعشة والقلق العصبي.أما في القرن العشرين فتم ايعازأسباب النشاط الزائدإلى سببين: تعليمي وتربوي. وفي 1905 أثيتت الدراسات واختبارات الذكاء أنهؤلاء الأطفال في مستوى عادي من الذكاء.فكثير من هؤلاء الأطفال ممن وجدواالعناية استطاعوا أن يحققوا نجاحات باهرة و في ميادين عدة أمثال ونستونتشرشل المولود في 1871وكذا توماس أديسون الذي كانت حالته ميؤوس منهاتعليميا، وأن أمه العظيمة هي التي أتمت تعليمه في المنزل وحيث لا زلنانعيش في بعض اختراعاته اليوم.ولاشك يوجد أعداد أخرى ونماذج كثيرة فيثقافات أخرى يكفي إن المعلم الحازم هو القادر على تدعيم هؤلاء الأطفال فيالسنوات القاسية.لكن أين هذا المعلم الحازم في مجتمعنا الذي بالكاد يعترفبهم، في ظل تجاهل تام لاحتياجاتهم النفسية والتعليمية؟