ضرر على من
حوله , وإذا نظرنا إلى هذه الآفة وجدناها تؤدي بالضرر إلى من تعاطاها ومن حوله ,
وهو بذلك مخالف لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم , كما أن فيها من إسراف
المال الشئ الكثير , ولقد قال الله تعالى ﴿إِنّ الْمُبَذّرِينَ كَانُوَاْ إِخْوَانَ الشّيَاطِينِ
وَكَانَ الشّيْطَانُ لِرَبّهِ كَفُوراً﴾الإسراء 27, كما أن مجتمعنا الذي نعيش فيه مجتمع يحترم
فيه الصغير الكبير , ويوقر فيه الابن والديه , والجار يحترم فيه جاره , والصديق
يساعد صديقه , فهذه الآفة الخبيثة إذا دخلت مثل هذا المجتمع سوف تهدم كل هذه القيم
التي ورثناها عن إباءنا وهم ورثوها عن أجدادنا , فتؤدي بالتالي إلي تدمير هذا
المجتمع , ونزع كل هذه القيم.
من أجل هذا
وغيره وجب على جميع أفراد المجتمع التصدي لهذا المرض العفن , و قلعه من جذوره
والرجوع إلى تعاليم ديننا الحنيف وإلى أخلاق سلفنا الصالح من كرم وشجاعة وصدق لكي
نعود كما كنا أمة سباقة إلى كل ما هو مفيد , ولا يكون هذا إلا بشبابنا فنسأل الله
أن يهديهم إلى صواب الطريق إنه القادر على ذالك ونعم الوكيل.
سبب
انتشار المخدرات
إن للمخدرات
أسباب كثيرة تساعد على انتشارها بين أفراد المجتمع وخاصة الشباب منهم ويمكن أن نحصر هذه الأسباب فيما يأتي:
1) انعدام
التربية السليمة في البيت :
إن السبب الأول في انحراف الشباب هو
التربية الغير سوية من طرف الوالدين ,فالطفل كالصفحة
البيضاء ترسم فيها ما تشاء فإذا كانت تربيته منذ البداية مبنية على أسس ومبادئ الدين الإسلامي
فالنتيجة هي إنسان صالح بإذن الله تعالى ,ولا اقصد في قولي بأن كل اللوم يكون
على الوالدين فهناك الأسرة والمدرسة والمجتمع ولكن ما أقصده هو أن الطفل أول ما
يفتح عينه يرى أمه وأباه , فإذا وجد الطفل الأب يدخن مثلاُ وهو يعتبر هذا الأب
قدوة له فإنه والحال هذا يكون من الصعب إقناعه بعدم التدخين إذ كيف يستطيع الأب أن
يمنع ابنه عن شيء هو يفعله , وكما قيل قديما فاقد الشيء لا يعطيه , والعكس بالعكس
فإذا كان الأب ذا أخلاق وبعيد عن الرذائل , فالنتيجة تكون بإذن الله طفل صالح.
فالواجب على الآباء مراعاة ما استرعاهم
الله به قال صلى اللّه عليه وسلم: ﴿ألا كلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته: فالأمير الذي على
الناس راعٍ عليهم وهو مسئولٌ عنهم، والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسئولٌ عنهم،
والمرأة راعيةٌ على بيت بعلها وولده وهي مسئولةٌ عنهم، والعبد راعٍ على مال سيده
وهو مسئولٌ عنه؛ فكلُّكم راعٍ، وكلكم مسئول عن رعيته﴾.