إنأهمية عيش الغراب لا ترجع إلى كونه مادة مغذية فقط ولكن ايضا إلى كونه ذوطعم لذيذ وفاتح للشهية سواء تناول بمفرده أو إضافته لتحسين طعم بعضالأغذية الأخرى ولهذا عرف منذ العصور الأولى فيعتبر المصريين القدماء أولمن استخدم عيش الغراب حيث يظهر في الأماكن الرطبة وخاصة في الربيع والشتاءوبأشكال متنوعة تشبه العيش الشمسي في الصعيد فكان يلتقطها الغربان حتىاشتهر هذا الفطر بعيش الغراب إلى أن أهملت زراعته محليا نظرا لطبيعة جومصر الصحراوي.
واستخدمه الرومان في الاحتفالات والأعياد وكان يقدمكقرابين للآلهة. أما اليونانيون فاعتبروه غذاء يعطى قوة جسمانية للإنسانفرغم كونه غذاء النبلاء والقادة إلا أنهم يغذون جنودهم على عيش الغراب قبلالحروب والمعارك. أما الشرق فقد أطلق عليه حكماء الصين غذاء الصحة والجمال(إكسير الحياة) ويعود استخدام فطريات عيش الغراب في الطب الصيني لأكثر من2000 سنة.
يعتبر عيش الغراب من الفطريات ذات الفائدة الغذائية والطبيةنظرا لاحتوائه على نسبة مرتفعه من البروتين تفوق مثيلتها في الخضرالمعروفة فقد تصل إلى 50% من وزنه الجاف كما يحتوى على الأحماض الأمينيةالضرورية لجسم الإنسان وبالتالي يمكن اعتباره حلقه وسطية بين الخضرواتواللحوم لذا يطلق عليه اللحم النباتي Meat Vegetable ، وتنخفض فيه نسبةالكربوهيدارت والدهون لذلك يعتبر غذاء مثالي للرشاقة وكذلك غنى في محتواهمن الفيتامينات مثل B المركب وفيتامينات C,D,K والعناصر المعدنيةكالكالسيوم والحديد ، كذلك حمض الفوليك الهام للجسم والدم حيث يوجد بكمياتتفوق وجودها في الكبده والسبانخ والخميرة لذلك يستخدم في علاج الأنيمياخاصة لدى الأطفال.
كما يحتوى على 24 أنزيما أهمها أنزيمات الهضم مثلالتربسين والببسين مما يجعله سهل الهضم ويساعد ايضا الجسم فى هضم الأغذيةالمختلفة والمعقدة، كذلك لفطر عيش الغراب نشاط لأنزيمات الفيتيز Phytaseالمحلل لحمض الفيتيك والذي يعتبر أحد مضادات التغذية والتي تقلل من امتصاصالعديد من العناصر الغذائية كالكالسيوم والحديد والبروتين.
عيش الغراب وخفض نسبة الكولسترول بالدم وضغط الدم المرتفع
بعضأنوع عيش الغراب تعمل على خفض نسبة الكوليسترول بالدم وذلك لانخفاضمحتواها من الدهون والتي توجد في صورة استيرولات ودهون غير مشبعه التيتتميز بأنها ذات تأثير ايجابي على الصحة نظرا لعدم احتوائها علىالكوليسترول
كما أن عيش الغراب غنى بمحتواه من الألياف والتي تقلل نسبةالكوليسترول عن طريق إتاحة الفرصة لأملاح الصفراء الموجودة بالأمعاءللاختلاط بالكولسترول وتمنع امتصاصه أو تزيد من نسبه ذوبانه في أحماضالصفراء وبالتالي إفرازه عن طريق القنوات المرارية للخارج وبالتالي خفضمستوياته في الدم مما يفيد مرضى القلب وتصلب الشرايين والضغط المرتفع .
وقداثبت أن وجبه بها 5% عيش غراب تخفض نسبة كولسترول بلازما الدم بحوالي 24%إذا تغذى عليها عدة أسابيع كما أن هنالك بعض الأنواع تخفض اجمالى كولسترولالدم بنسبه تصل إلى 45% بعد 3 ساعات من تناولها.
كما تم عزل مادة Ganoderic acid والتي ربما تلعب دورا في خفض ضغط الدم المرتفع.
عيش الغراب كمضاد حيوي وللأورام وللأكسدة.
اثبتأن فطر عيش الغراب يحتوى على مواد مضادة للأكسدة وخاصة مادة الايجوتينالتي تساعد على حماية الإنسان من الإصابة ببعض الأمراض الخطرة ويلاحظ أنهذه المواد لا تتأثر بعملية الطهي بل تفوق 4 أضعاف كبد الدجاج ويتفوقحوالي 12 مرة على حبوب القمح واللذان يعتبران من أهم مصادر المواد المضادةللأكسدة.
كما انه يحتوى على كميات كبيرة نسبيا من فيتامين C,Aوالبيتاكاروتين والسلينيوم بالإضافة على العديد من الفينولات والتي تتميزبتأثيرها كمضاد للأكسدة.
كما أشارت بعض الدراسات إلى أن المحتوى العاليمن حمض الجلوتاميك في عيش الغراب يمكن أن يعزز ويقوى وظيفة الجهاز المناعيوبالتالي محاربة العديد من الأمراض كالسرطانات والأمراض المعدية.
كذلكأمكن فصل العديد من المضادات الحيوية والمستخدمة في علاج ومقاومة الأمراضالسرطانية والتي أهمها االنيبولارين Nebularine والمستخرج من عيش الغرابالاجاريكس.
كما أمكن فصل مادتي اللكتين Lactine والكالفاسين Calvacin واللذان لهما نشاط عالي كمضاد للأورام Antitumour.
كذلكللألياف خواص فسيولوجية هامة ضد الأورام حيث توافر بعض الألياف وموادهامثل β-glucans لها خواص مضادة لنكوين الأورام ونشاط مضاد للسرطان كذلكمضاد للتحولات الوراثية Antimutagenic وذلك من خلال تأثيرها المحفز للجهازالمناعي.
يمكن للإنسان البالغ أن يتناول نحو 200-800 جم يوميابينما الأطفال والبالغين فيمكنهم التغذية على 200-500 جم وهذه الكميةتعتبر كافيه لهم.
الاستخدامات العلاجية السابقة لا تعتبر القائمةالنهائية لفوائد عيش الغراب الصحية والطبية فهو ايضا يستخدم في علاج بعضالأمراض النفسية ولذلك لاحتوائه على فيتامين Bالمركب كما يساعد في شفاءجروح الأمعاء ويساعد في تنقية الكلى من اليورين ويعتبر طاردا للبلغم ومضادللسعال والالتهاب الكبدي وإزالة السموم من الدم ويزيد من إفراز اللبن عندالأمهات بالاضافه إلى العديد والعديد من الفوائد التي لا يمكن حصرها وتزال الأبحاث العلمية في اكتشافها.....