_* هــذـهِ عـائلـتي *_

يـــا أبـنـائــي


أنـا والـدكـم الـطـيـب الـحـنـون فـي صـغـركـم


لـا تـسـتـغـربـون مـن تـغـيـراتـي هـذه الـسـنـيـن


فـالـدنـيـا عـرضَـتْ عـلـيّ الـتـعـب والـمـشـاكـل والـهـموم


مـقـابـل إسـعـادكـم فـقـط


فـلـو طـلـبَـتْ روحـي.. والله فـداهـا لـكـم


انـظـروا إلـى رأسـي عـن كـثـب


فـالشـيـب قـد بـان مـنـه


إن دوري لـا يـقـل عـن دور أمـكـم


فـإن صـرخـت أو غـضـبـت


أو رفـعـتـي يـدي وضـربـت


فـهـو واجـبـي تـجـاهـكـم


الـحـيـوانـات لـا تـهـمـل أبـنـاؤهـا


فـمـا عـنـا نـحـن الـبـشـر


فـديـنـنا أمـرنـا أن نـربـيـكـم عـلـى أحـسـن القـيـم


إن ضـربـتـكـم عـلـى تـرككـم للـصـلاة


فـهـذا واجـبـي وإلـا سـأعـاقـب


إن أمـرتـكِ يـا ابـنـتـي بـقـراءة الـقـرآن


فـوراً تـعـوذي مـن الـشـيـطـان


فـلا أحـد فـي هـذا الـزمـن يـأمن نـفـسـه مـن الـفـتـن


واعـمـلـي بـما آمـركِ بـه


وإن صـرخـت عـلـيـكَ يـا بـنـي


لـا تـسـارع بـالـغـضـب


فـأنـت بـالـمـاضـي تـخـافـنـي


وفـي الأمـس تـتـضـايـق مـنـي


وفـي الـيـوم تـرد عـلـيّ


وفـي الـغـد تـسـكـتـنـي


آهـ مـا أكـبـرهـا بـحـقـي


وأنـت تـسـكـتـنـي أمـام إخـوتـك


فـلـم اصـرخ إلـا لأجـلـك


هـي رئـتـيـك لـيـسـت رئـتـي


اقـتـدي بـي يـا بـنـي


لـو نـفـعـتـك الـسـجـائـر بـشـيء


لـدخـنـتـهـا مـعـك الـيـوم قـبـل الغـد


لا أريـدكـم أن تـنـدمـوا عـلـى مـا سـيـفـوت


أنـا بيـنـكـم أحـرصُ عـلـى اسـتـقـامـتـكـم قـبـل أن أمـوت


إن تـزوجــتـم ورزقـكـم الله بـأبنـاء


سـتـنـدمـون: صـدق والـدنـا رحـمـه الله بـمـا كـان يـأمـرنـا بـه


الآن فـهـمـنـا لـِـمَ كـان يغـضـب مـنـا..


فبـرّوا بـوالـدتـكـم وبيّ..ليـبـروكم أبـنـاؤكـم.







امضاء: مـِـن مــَن يـُحـبكم ويـخــافُ عـليـكـم.









يـا ابــنـتـي


أنـا أمـك الـتـي تـراك دومًـا فـي الـمـنام


لمّا كـنـتِ صـغـيـرة مـن يـدي كـل شـيء تـتـعـلـمـيـن


والـيـوم فـي أيـامـكـن تـعـتـرفـيـن لـي: أنـت لـا تـعـرفـيـن


أنـا آسـفـة.. ولـكـن للـتـنـبـيـه فـقـط كـنـت أريـد الـمـسـاعـدة


ألـا تـعـلـمـيـن أننـي لـا أنـام اللـيـل


عنـدمـا أعـرف أنـك تفـتـخـريـن بـي أمـام صـديقـاتـكِ..


ألـا أسـتحـقُّ هـذا الفـخـر؟


فـقـد عـلـمـتـكِ مـا لـا تـعـلـمـيـن


فـصـبـركِ عليّ يـا ابـنـتـي بـمـا تـعـرفـين


لـا تـجـادليـنـي بـل فـهـمـيـنـي وتـفـاهـمـي مـعـي بـهدوء احـبـكِ واحـتـرمـكِ


فـإن صـرخـت عـلـيـك فـي لـحظـة.. سـأعـود بـعـد سـاعـة أعـانقـكِ


وإنـ أخـطـأتُ مـع الـنـاس فـي حسـابـاتـي


وقـصـرّتُ مـع الله تـعـالـى فـي صـلاتـي


لا تـقلـدينـي.. والأحـسـن مـن ذلـك أنـ تنـصـحـيـنـي


أحـبـكِ عـنـدمـا تهـتـمـين بـي


اعـملـي عـنّـي فـي البـيـت يـومًا


سـتتـركيـن لـي وقـتـًـا أصـلـي وأدعـو الله لـكِ


مـازحـيـنـي، نـاقشـينـي، اجعـلينـي أقـرب صـديـقاتـكِ لـكِ


حـقـقـي حـلمـي الوحـيـد... تـصنـعه لـي أفـعـالـكِ


كـونـي كـدميـتـي عنـدمـا كنـت صـغـيرة


أمـشطـهـا، أرمـيـها، ألاعـبـهـا وأضـربـهـا


تـبقـى دومًـا مـبـتسـمـة ًلـي..








أحــبــكِ يـا ابــنــتــي..










يـا أبـي.. يـا أمـّي


أنـاشـدكـمـا


إذا كـان عـلـيّ حـق لـكـمـا أوصـى بـه الله جـلَّ جـلالـه


وأمـرنـي بـه رسـولـنـا الـكـريـم (صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم)


فـأنـتـمـا عـلـيـكـمـا حـق يـرجـع لـي..


اظـهـروا حـبـكـمـا لـي دائـمـًا


حــتـى وان كـبـرت يـومًـا


بـاسـتـمـرار اجـعـلانـي أتـشـوّق لـمـحـبـتـكـمـا


وعـلـمـانـي عـلـى مـسـتـوى سـنّـي


فـلا تـسـتـصـغـرانـي لأنّـي لـا زلـتُ صـبـيٌ شـقـي


لـا أفـهـم مـا معنى الـحـيـاة فـي قـامـوسـي


فـأنـا أسـتـجـمـع حـروف ا ل ح ي ا ة فـي ورقـتـي


فـلـيطـول الـحـِـلـمُ لـديكـمـا بتـربـيـتـكـمـا


ولـا تـكـبـرانـي عـن سـنّـي


أريـد أن أتـعـلـّـم كـلّ شـيء خـطـوة بخـطـوة


وإن كـبـرتُ قـلـيـلاً..


إيـّاكـمـا أن تـسـئـمـان مـن تـربـيـتـي


مـهـمـا كـبـرت، تـغـيـرت، بـلـغـت


لـا تـتـغـيـران عـلـيّ


فـهِّـمـانـي أمـور الـدنـيـا بـعـقـلانـيـّة


اضـربـانـي إن عـصـيـتـكـمـا


مـرة..


مــرتـيـن..


ثـلاثـ...


وغـيـّروا أسـلـوب الـرسـالـة


حـاولـوا اسـتـدعـاء الـعـواطـف مــرةً


عـاقـبـانـي بـمـصـروفـي، بـرحـلاتـي، بحـريتـي


المــهــمّ أن لـا تـسـتـسـلـمان لـتـربيـتـي


فـأنـا إنـسـانٌ مـراهـق ضـعـيـف فـي هـذا الـزمـان


قـوتـي تـكـمـن فـي ديـنـي.. كـلـمـا تـقـربـتـمـا إلـيـه


سـأقـلـدكـمـا أكـثـر مـِمّـا تــعـتـقـدان


حـتـى أكـون شـافـعـًا لـكـمـا بـإذن ربـنـا الـرحـمـن الـرحـيـم.









يـا أمـيـرتـي الـصـغيـرة


حــبي فـيـكِ لـا يـنـتــهـي


أنـا فـارس أحـلامـكِ الـمنــتـظـر


فـلـمّـا اخـتـرتـكِ زوجـةً لـي مـِنْ بُـدّ كـلّ نـسـاء الـعـالـم


لأنّـي أيـقـنُ أنـكـِ تـسـاويـنـهـنَّ لـو جـمـعـتـهـن


لـا تـغـضبـي مـنـّي لمّـا افـاجئـكِ بـصـراخـي


فـربـمـا جـمـعت كـلّ مـشـاكـلـي ولـم أجـد مَـن أفـرّغ عـنـده


أدري أنـا دومًـا اخـطـئ عـنـدمـا لـا اسـمـع اسـتـشـاراتـكِ


وإذا الـيـوم جـفـيـتـكِ وفـي الغـد احـزنتـكِ وبـعدهـا أبـكـيـتـكِ


فـي الأخــيـر والله سـأطبـع قـبـلـة عـلـى جبـينـكِ


مـَـن يـستـحمـلنـي إذا زوجـتـي صـنـدوق أسـراري


ومـصـدر سـعادتـي وأم أبـنـائـي لـم تـسـتـحـملـنـي؟


مـهـمـا تـغيـرت عـلـيكِ.. احـسـبـيهـا فـتـرة قـصـيـرة


تـأتـي فـي يـوم بـلـوغ الابـنـاء


سـتكبـر هِـمّتـي ويـكبـر خـوفـي عـلـيـهـم


ولـكـن اوعـدكِ بـعـدهـا سـأعـود زوجـكِ الطـيـّب الـحـنـون


وان طـالـت هـذه الـمـدة


بـأروع ذكـريـاتـنـا شـوقـيـنـي


دللـينـي، ابتـسـمـي بـوجهـي، نـاقـشيـنـي


سـامـحيـنـي، وبـعاطفـتـكِ غـريقـينـي


اعـلمـي أنَّ قـلبـي لـيس مـِنْ حـجـر


كـلّ نبـضـة بـقـلـبـي تـصـرخ لـكِ


~{{{أحـِـــبـُــــكِ}}}~


وسـأعـمـل بـمـا يـفـرحـكِ إلـى آخـر يـوم فـي حيـاتـي بمـا اسـتـطـع


تـمعـّنـي بـكـلّ الـجـوانـب الـمشـرق بـي


وشجـعيـنـي بلـطـف كـي اضـيء كـل جـانـب مـُظـلـم بـي


اصــبـري.. فـأنـا أجـمـع الألـوان لـرسـم الابـتـسـامـة عـلـى شـفـتـيـكِـ..











أخـي الـغـالـي عـلـى قـلـبـي


أرجـوكـ.. افـهمـنـي


أنـا اخـتـك الـتـي تحـاول ارضـاؤك لتــفــهــمــها


لـمـاذا الـتـكـبـر؟ جـرّب مـرّة تـنـاقـشــنـي عـن أمـور البـيـت


ابسـط شـيء تـفـعـلـه لـي اسـأل عـن صـحتـي كـلـمـا أتـيـت


فـهـمـنـي عـن امـور تـفـهـمـهـا تـخـص الـنـاس فـي الـخـارج


لـا تـتـردد مـِنْ مـمـازحـتـي عـلـى سـفـرة الـطـعـام


خــصـص لـي وقـت أذهـب مـعـك فـيـه إلـى أقـاربـنـا


أو إلـى مـطـعـم أو إلـى الـسـوق


ودقــِّق لاحـقـًا كـيـف سـتتـغـيـّر جـمـيـع تـصـرفـاتـي مـعـك


لـا تـعـلـم.. فـكـلـمـا تـشـاجـرنـا اغـضـب مـنـك كـثـيـراً


ثـم أكـره بـعـدهــا أنـ أكـلـّــمـكـ


فـلـمـّا تـسـقـط فـي فـراشـكـ مـريـضـًا


اسـتـغـفـر ربّـي وأجـلـس بـقـربـك مـتـمــنـيـة أن تـنـهـض وتـكـلـّمــنـي


فـحـاول صُـلـح هـذا الـرابـط الـذي بـيـنـي وبـيـنـك


والله لـن اتـردد عـن ذلـك


افـهـمـنـي أرجـوك.. لـكـي أفـهـمـك.










نـحـن أسـرة سـعـيـدة


بـالـعـبـادة وبـالـنـقـاش وبـالـمـرح وبـالمـحـبـة


نـطـرد الـهـم عـن بــيـتـنـا الـذي يـجـمعـنا


سـنـكـون صـادقـيـن عـلى وعـدنـا وعـهدنـا



وإلــى آخــر يـوم فـي الدنــيا يـجـمـعــنا


سـنـبـقـى هـكـذا....!



)(حــروفـــي)(