بسمك اللهم اما بعد : وجدت وانا اتصفح تاريخ العرب القديم وأزن الشخصيات بما أراني الله من ميزان الأخلاق الذي اعتبره قالب لا يتجزأمن النقد لأي شخصية يرى انها دخلت او ستدخل التاريخ .
وجدت الحارث بن عباد أحد القادة المحنكين ،كان مقدما في قومه مطاعا ، عرض عليه ان يدخل فتنة بكر وثغلب فأبى على غير عادة غيره من القادة العرب المتهورين في زمانه ولم يكتف بذالك بل حاول مرارا ان يحل مسألة الثأر حلا وديا حقننا لدماء لا ذنب لها قد تزهق لا لشئ الا لأنها تنتمى لبكر او ثغلب او متحالف معهما .
لكن الملفت في الامر ان الحارث دخل الحرب بعد ان امتنع وتعفف عن ذالك رغم انه مرارا حاول وقفها كما تقدم .
بل فدا ابنه جبيرا كما تقول بعض رواة القصص في سفارة قادها لوقف تلك الحرب المبيدة والتي كانت سجال بين بكر وثغلب وملتها العرب لطولها ولهدفها الذي كان في نظر بعض المنصفين مبالغ فيه ، قتل سالم الزير او المهلهل كما كان يلقب جبيرا لم يكترث ابن عباد لمقتل ابنه بادئ الامر لأنه ظن ان التاريخ سيخلده لأنه فدى نفسه لو قف هاته الفتنة التي ملتها العرب .
لكن الحارث ادرك ان ابنه قتل وهو سفير واكثر من ذالك ان الزير قتله وتفوه عند موته بكلمة ارجعت الحارث الى سنوات شبابه -بل بشسع نعل كليب _ كيف بكريم من كرائم العرب يقتل بشسع النعل وشسع النعل اي الخيط الذي يربط به النعل ....يتبع...